Je vous fais un copier/coller d'un texte écrit par M.Fathi Hadj Yahyia à l'occasion de l'action Touche pas à nos créateurs, organisée par Lam Echaml:
حملة شعواء تشنّ على صفحات الفايسبوك وعلى منابر أخرى ضدّ النّوري بوزيد وناديا الفاني، وكانت سبقتها حملة مماثلة ضدّ سوسن معالج وغيرها من الفنانين والفنّانات عبر بعض أغاني الرّاب. قبل ذلك تعرّض عدد من المثقفين والمثقفات من أمثال رجاء بن سلامة وآمال قرامي وغيرهم إلى نفس التكفير وتأليب الرأي العامّ عليهم بدعوى الفسوق والمجون والتسخّط والكفر والإلحاد والزّندقة والضلالة والمروق والبطلان والجهالة والردّة والزّيغ وغيرها من المصطلحات التي يزخر بها قاموس الفقه الذي تأسّس وسط المعارك الطاحنة بين أصحاب الدّين الواحد قبل أن يتشتّتوا فرقا ومللا ومحلا لا يزال ساريا إلى اليوم.
هذه الظّاهرة الجديدة في بلادنا كان يمكن أن تكون هامشية وبفعل بعض الأطراف التي لازالت ذهنيّتها تتغذّى من ثقافة التزمّت الديني والعقد النّفسية لولا وقوف أهمّ الأحزاب الإسلامية موقف الغموض الواضح منها وعدم الفصل فيها ربّما من باب عدم المجازفة بالتّصادم مع قواعدها أو من باب الاقتناع بوجاهة الحجج التي تستند إليها الحملة المذكورة. فأن يصعد مغنّي الرّاب على الرّكح في اجتماع جماهيري تنظمه حركة النّهضة ليتفوّه بما تفوّه وجزء كبير من الحاضرين يكبّرون ويهللون عند سماع أسماء الفنّانين المدانين لفي الأمر مهزلة تنتمي إلى سجّل محاكم التفتيش وإثارة الكراهية في النّفس البشرية وتسليح الأيادي بأيديولوجيا التكفير.
قبل أيّام من هذا الحدث تعرّض السينمائي النّوري بوزيد إلى اعتداء فاضح من قبل أحد المهوسين التي قد يكون حاضرا في مثل الاجتماع وغيرها من بعض الخطب في الجوامع بما يمنح له راحة الضّمير والقناعة بأنّه يؤسّس لعقيدته في محاربة الخارجين عنها كما تصوّرهم خطابات القياديين والدّعاة الذي يحلو لهم استعطاف الجماهير ببثّ الخلط بين العلمانية والإلحاد، وبين حريّة الفكر والخروج عن الأمّة. أكيد إنّ قياديي النّهضة لم يعطوا أوامرهم المباشرة لاقتراف مثل هذه الأفعال ولكنه من غير المتأكّد بأنّ حزمة أفكارهم لم تتحوّل إلى شحنة عقائدية لا يفصلها سوى خيط شفّاف بين توجيه أصابع الاتّهام إلى رموز ثقافية معينة وبين تسليح الأيادي ليتحوّل الظنّ إلى فعل لا سيّما وإنّنا لم نسمع شجبا أو معارضة صريحة رغم سيل الحديث عن الديمقراطية والتسامح واحترام حرية المعتقد والفكر.
أمامنا اليوم مرحلة حسّاسة ستخوض فيها جميع الأطراف أوّل حملة انتخابية خارج سلطان الدّولة والحزب الواحد والبوليس، ولا رقيب فيها سوى الضمير قبل القانون. لذا وجب التّذكير بأنّ إثارة المشاعر الدينية للمواطن وفق رؤية بدائية وشعبوية لقضايا المعتقد، وعدم التأسيس لفلسفة الآخر المشابه والمختلف في الآن ذاته، والتأسيس لمشروعية ووجاهة الرأي السياسي بإسنادهإلى التعليل الديني هي مخاطر تهدّد المسار الديمقراطي وتقف عائقا دونالارتقاء بوعي المواطن إلى ثقافة العقد الاجتماعي وعدم الخلط بين المعتقد الذي يهمّ وجه الروحانيات في الإنسان وبين مقوّمات العيش المشترك الذي يتطلب وضع قوانين وتشريعات تسيّر الحياة الاجتماعية وتفنّن العلاقات بين الأفراد دون النّظر إلى ميتافيزيقيا الفرد. إنّ شحن العواطف والمشاعر باسم إعادة بناء المنظومة الأخلاقية للمجتمع على أساس المرجعية الدينية سيؤدّي حتما إلى خلق ذهنية وعقلية قد تتجاوز مخاطرها الإسلاميين المعتدلين أنفسهم علاوة على الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين هم ليسوا في حاجة إلى تذكير أنفسهم صباحا مساء بهويتهم العربية الإسلامية وأعداد أخرى من التونسيين تختلف فلسفتهم في الحياة أو معتقداتهم عن الأغلبية السنية المالكية.
يبقى سؤال أخير يجدر بنا جميعا طرحه والخوض فيه بكلّ أريحية وحرية وعقلانية : من هو الأقدر على حماية كلّ تونسي في أداء شعائره والانتماء إلى دينه واختيار سلوكه ومعتقده لنفسه ؟ أهو من يريد أن يفرض على المجتمع بأسره رؤية دينية مذهبية معينة باسم الإجماع والجماعة متناسيا بأنّ في البلاد إباظيون وشيعة وحنفيون ويهود ومسيحيون وغير متدينين ألخ... ولو كانوا أقلية أم هو من ينادي إلى تعايش الجميع على أساس الانتماء إلى تونس بقطع النّظر عن المعتقد والاختيارات الفكرية والمذهبية ؟ لنكذّر فقط، وأخيرا، بأنّ الذين طالتهم تتبعات النظام السابق وأصيبوا بالتعذيب والتنكيل إنّما لجأوا إلى بلدان علمانية ولائكية حيث وجدوا الحماية وحرية العيش وإبداء الرّأي ولم يذهبوا إلى بلدان تسود فيها العقيدة كمذهب دولة، والدين كخلفية تشريعية للقوانين الوضعية وهو ما يؤكّد حقيقة إنّ الفكر الحرّ وإمكانية التعايش الحقيقي لا يمكن أن تتمّ سوى في مناخ ينظر فيه إلى الإنسان كهدف في حدّ ذاته بقطع النظر عن انتماءاته العقائدية والفكرية أو عن جنسه ولونه.
Non à la séquestration de la création - non à la loi des analphabètes en liberté provisoires-non à la loi des attardés mentaux - non , car ce genre d'intimidation ne mène qu'à la haine et à la destruction de l'édifice chèrement sculpté par des femmes et des hommes réellement pâtriotes - réellement arabes,réellement croyants, qui n'ont jamais pratiqué leur religion sous les ordres de leurs maîtres ....afghans ou autres.
Rédigé par : Nja mahdaoui | 21/06/2011 à 18:38